تخيل أنك تجلس ليلة كاملة في غرفة تعلو فيها أصوات مزعجة تصدر من أجهزة التنفس الصناعي وحولك أطفال ليسوا بأطفال بل هم أقرب للأموات منهم للأحياء فلا صراخ ولا لعب أو ضحك مجرد صافرات تنذر بقرب النهاية وتناديهم للقاء المولى عز وجل
ترى لو كنت نائما مكان أحد هؤلاءالأطفال ماذا تكون امنياتك وأحلامك؟؟هل ستفكر في لعبة كبيرة أو قطعة حلوى ؟هل ستحلم بمدينة الملاهي و حديقة الحيوان؟؟؟
كنا نظن أن الأطفال في نعمة يحسدون عليها فهم لا يخافون المستقبل ويعيشون لحظاتهم في سعادة ولعب ومرح لكنا مخطئون فعدا من يجوبون الشوارع متسولين لقمة العيش هناك من ينامون على الأسرة محاطين بالأجهزة والأسلاك من كل جانب ترعاهم نساء غريبات ويرضعون المحاليل بدل الأالبان فيحرمون حنان الأم وطعم الرضاعة وأعمارهم لم تتجاوز العام و آخرون اتخذوا المشفى سكنا لهم يأكلون ويلعبون وينامون ولكن ليس مثل أقرانهم كل أولئك الأطفال يثبتون لنا أن المرض والموت لا يفرقان بين الناس وأن الابتلاء ليس بمنأى عن أحد ويجعلونا ننظر لأنفسنا نظرة شفقة واستعطاف، نظرة عتاب واستحقار فنحن نواجه أقل بكثير مما يواجهون ومع ذلك نتذمر ونشكو وليس عندنا استعداد أن نتحمل القليل من المشقة لتحقيق أهدافنا والقليل من المسئولية لاستمرار الحياة ويأتي سؤال إن عاش هؤلاء الأطفال وخرجوا من بيتهم ذاك كيف سيروننا؟وبماذا سيحلمون؟؟ وهل ستجد أمهاتهم وقتا كافيا لتعطيهم حنانها وحضنها الذي حرموه فترة من الزمن؟؟
فلكم الجنة أيها المبتلون في الأرض على كافة أعماركم ونسألكم الدعاء لنا بالرحمة لأننا نسيناكم في لحظات من العمر كنا نظن أننا نحيا على أرضنا لا يشاركنا أحد
No comments:
Post a Comment