"اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا"

Sunday, October 21, 2007

سائح في اللاوعي"الجزء الأخير"

وطلبت من صديقة لي في العناية مساعدتي للبقاء معه ليلة واحدة وأمسكت يديه و أنا أعلم أنها آخر مرة وقبلته بكل ما أحمل من حب وعطف وحنان فهو حبيبي الذي لم يراني وغصت في أحلامه الوردية حاملة معي كل الحقد والكره لتلك الفتاة التي فضلها على جميع النساء وهرب من أجلها إلى اللاوعي ونسيت أو تناسيت ما قد ينتج عن تصرفي وأنني قد أؤذيه أكثر من نفعه وسيطر علي شيء واحد أن أقضي على تلك الغبية ووضعت سما قاتلا في كأس العصير الخاص بها ثم انتظرت أن تشرب منه ومد يده إلى الكأس فانقبض قلبي ظنا أنه سيشرب لكنه وضع الكأس على شفتيها وبابتسامة رقيقة سقاها شربة مميتة دون أن يعلم و في دقائق أصيبت بآلام شديدة وتشنجات ثم فقدت الوعي وغابت عن الحياة فصرخ محمود وبكى وهو يراها تموت ولا يستطيع مساعدتها ولم يجد أمامه إلا أن يشرب من ذات الكأس وأنا أتقطع بسكين باردة فلا يمكن أن أتدخل مرة أخرى ولا يمكن أن أتركه يشرب من الكأس لكن قال القدر كلمته وحدث ما لم أفكر فيه فقد شرب من الكأس وسقطت يده من يدي وتوقفت كل أعضائه عن العمل وأصدرت الأجهزة صوتها معلنة كلمة النهاية وأنا في ذهول وصدمة أمامه لا أعرف كيف فعلت ذلك به وكيف لم أتوقع أن يحدث هذا وعوقبت أنا وزميلتي لكني لم ألتفت للعقاب فمصيبتي أكبر من أي عقاب ولم يكن أمام عيني سوى شخص واحد هو الشيخ الكبير فهو السبب في كل ذلك ولم أدر بنفسي إلا وأنا ذاهبة إليه أحمل في يدي نفس السكين الباردة التي ذبحني بها وانقضضت عليه كالوحش الهائج صارخة فيه لماذا ؟ لماذا؟؟ ولم يشفع له كبر سنه أو حسن معاملته لي ولم أتذكر تحذيره أو نيته الصالحة تجاهي، كل ما رأيته أمامي هو محمود يشرب من كأسها ويموت بسببي وقتلت الشيخ وانهارت أعصابي وكما ترين أنا في هذه الغيبوبة من يومها وإن كنت تريدين مساعدتي فارفعي تلك الأنابيب والأسلاك فانا لا أريد الاستمرار على هذا الوضع.
وتركتها هبة بعد أن سمعت قصتها وهي عازمة على نسيان تلك الحركة وعدم تكرارها مهما حدث
.

Saturday, October 20, 2007

سائح في اللاوعي"الجزء الثالث"


حتى جاء يوم دخل العناية شاب في مقتبل العمر حباه الله بجمال أخاذ وطلعة بهية والجميع يحاول مساعدته ويتمنى شفاؤه لا أحد يعرف ما أصابه ولا يستجيب لأي من العلاجات وأكثر ما أثار دهشتي هو ابتسامته كأنه سعيد ببعده عن الناس وخروجه من الحياة كأنه يقول دعوني كما أنا لا تساعدوني ،لا توقظوني وكانت تصيبه نوبات من آن لآخر يجلس فيها ويصرخ سيبها....سيبها....ثم يعود لهدوئه وابتسامته وبصراحة أيقظ الشجن بداخلي وأشعل رغبة شديدة للتدخل في حياته وأن أعرف أسراره ولأول مرة أدخل عقل مريض لأكتشفه وأسبح في أيامه وأعيش معه لأطول فترة ممكنة وحاولت مرارا وفي كل مرة تفشل المحاولة وتعجبت كثيرا لذاك الفشل وتساءلت هل فقدت القدرة على قراءة الأفكار أم أخطأت بنيتي ورغبتي في اختراق خصوصياته فكررت المحاولة للمرة الأخيرة ولكن لأساعده فعلا وبدأت العمل ودخلت عقله وشاهدت العجب العجاب وجدت محمود سعيدا مع فتاة جميلة يمتلئ قلبه بالحب وتغمر أيامه الرومانسية ويتبادل مع فتاته أعذب الكلمات وأصدق النظرات وأرق الهدايا رأيت عينيه تلمعان وثغره يبتسم رأيته يطير في أحلامه يلمس النجوم بيديه ويقطف أحدها هدية لحبيبته والغريب أني لم أر شيئا آخر عن حادثة أو مشكلة فتعجبت جدا من ذلك وأثناء تجولي في المكان بحثا عن أي شيء حدث ما لم يكن في الحسبان أظلمت الدنيا فجأة واختفى محمود مع فتاته ففتحت عيني خوفا أن يكون الفتى قد مات لكن صدمت لما رأيت فقد ظهرت رئيستي في العمل ولم أستطع حينها أن أتحرك أو أنطق حرفا فقد فهمت الموضوع خطأ وقررت معاقبتي ونقلي إلى قسم آخر والحمد لله أنها اكتفت بذلك وحاولت الاعتذار وتوضيح الأمر دون فائدة ولكن ماذا كنت سأقول أو أوضح وشعرت بخيبة الأمل فكيف سأراه و أساعده ولكني لم أيأس تقربت من أهله وحاولت الاستفسار عن تلك الفتاة وكانت الصدمة أنها زميلته في العمل وكان يحبها بجنون وينتظر الفرصة المناسبة ليعترف لها بذلك لكنه فوجيء بخبر خطوبتها وحين رآها مع خطيبها لم يتحمل المشهد ومنذ ذلك الحين وهو فاقد الوعي
تأثرت جدا بهذا الكلام فكم هو رقيق ورومانسي ، أيحبها لهذه الدرجة ويرفض الحياة بدونها ويأبى إلا أن يكون معها حتى لو كان حلما لا يريد الاستيقاظ منه وفكرت كيف سأساعده وكان الحل الوحيد أن أتدخل بنفسي وأقتل تلك الفتاة ولكن كيف وقد حذرني جدي من ذلك وحينها تذكرت الورقة وفتحتها فإذا بها عنوان في إحدى قرى جنوب سيناء ولم أتردد في الذهاب إليه واستئذانه في مساعدة الشاب حتى إن كنت لن أراه ثانية
وذهبت إليه فعلا بعد مشقة وقابلته وسردت له القصة ورجوته أن يساعدني هذه المرة فقط حتى لو كانت آخر مرة اخترق فيها عقل إنسان ووافق بعد تحذيري أني سأخسر حينها تلك الموهبة وأن الشاب سيكرهني حين يستيقظ لأنه سيتذكر أني سببت له ألما كبيرا دون أن يدرك ما هو
ترددت كثيرا وبقيت طوال الطريق أفكر ولم أنم ليلتها من القلق أن أخبره والحزن أن أفقده والأنانية أن أفقد موهبتي وأعود مجرد ممرضة بسيطة وسألت نفسي ماذا سأستفيد من مساعدته وقد يستيقظ دون تدخلي وقد لا يستيقظ أبدا فهو سعيد ببقائه معها لكنها لا تستحق هذا الحب فهي لم تشعر به أبدا وكدت أصاب بالجنون من التفكير ولا أستطيع النوم حزنا وقلقا ولاحظ الجميع علامات الإرهاق علي ولم أعد تلك الفتاة المحبوبة الشقية وأصبحت كسولة متأخرة أحصل على كثير من الجزاءات والعقاب حتى حزمت أمري وقررت مساعدته فأن أرى سعادته بعودته إلى الحياة وسط أهله وأحبائه وأن يتحدث ويضحك مرة أخرى أهم عندي من أي موهبة وفي كل الأحوال أنا لم أكن شيئا في حياته
...........

Friday, October 19, 2007

سائح في اللاوعي"الجزء الثاني"

تلك الفتاة اسمها مرام دخلت في غيبوبة ولا أحد يعرف سببها وأهلها لا تتوقف دموعهم حزنا عليها فقررت أن أحاول مساعدتها وانتهزت الفرصة للبقاء معها وحدي وأمسكت بيدها وأخذت أقرأ الكلمات التي حفظتها من جدي ثم قبلتها على وجنتيها وجبهتها وأغمضت عيني واسترخيت
في البداية شعرت برعشة في جسدي وخوف شديد فأنا أمام فكرة مجنونة قد لا تنتهي على خير وفجأة بدأت أرى أشياء غريبة ...ناس يتحدثون وأماكن مألوفة ورأيت مرام وكأني أعيش معها أراها ولا تراني ،أسمعها ولا تسمعني وعشت معها كل اللحظات التي مرت بها قبل الغيبوبة فعرفت أنها تركت البيت بعد خلاف شديد مع والدها وقابلت إحدى زميلاتها التي دلتها على عقار نافع جدا على حد قولها فتناولت مرام الدواء ومن فرط حزنها وغضبها ابتلعت الشريط كاملا في محاولة للانتحار وطبعا لم تخبرهم عن هذا الأمر وبالتالي لم يعرف أحد سبب ما أصابها وأخبرت الأطباء فقاموا بما يجب ولم يبقى إلا أن يأتي والدها ويتحدث معها بحب لتستيقظ وتعود لحياتها وأحبابها
وبعد نجاح أولى محاولاتي كررت التجربة مرات عديدة وساعدت الكثيرين وفي كل مرة ينتابني خوف شديد كأـنها أول مرة وقد حذرني الجد العزيز من شيء واحد قد يدمر كل شيء وهو أن أتدخل فيما أراه أو أسمعه فكنت أرى وأسمع ثم أخرج في هدوء وأحل المشكلة بعيدا عن المريضوقد أثار الأمر استغراب الجميع من ممرضات وأطباء فبعد أن يفقدوا الأمل في عودة المريض إلى الحياة يرونه يستيقظ مرة أخرى دون أن يعرفوا سبب غيبوبته أو سبب عودته ويزداد خوفي من افتضاح أمري وانكشاف السر وقد حاولت مرارا أن أتوقف لكن أصبح الأمر كإدمان أو إشفاق على ناس مرضى وبيدي أن أساعدهم

Thursday, October 18, 2007

سائح في اللاوعي "الجزء الأول"


كدت أطير من السعادة التي لا توصف حين نجحت محاولاتي أخيرا في الحصول على عمل كممرضة في إحدى المستشفيات بعد أن استنفذت كل طاقتي وأموالي ولا أنكر الفضل بعد الله سبحانه وتعالى لجارنا الدكتور أحمد الذي ساعدني ووقف إلى جانبي ولن أنسى له هذا الجميل أبدا
أما اليوم فأنا ذاهبة إلى المشفى لأستلم عملي الجديد و أرجو من الله أن يوفقني فيه لأساعد أمي وأخوتي على أمور الحياة وأحتفظ ببعض المال لأساعد في جهازي وحين وصلت استقبلني البعض بوجوه باسمة وتضايق البعض الآخر من وجودي لكني قررت أن استميل كل العاملين إلى صفي و لن أسبب أي ضغائن أو مشاكل و فعلا اكتسبت محبة الجميع ابتداء من المدير والأطباء حتى العمال والمرضى وكنت سعيدة بمساعدة الآخرين والوقوف إلى جانبهم بهذا العمل النبيل وقابلت رجلا كريما طاعنا في السن مريضا بداء عضال مكث في المشفى فترة ليست قصيرة عاملني فيها كوالدي وعلمني الكثير من أمور الحياة وكنت أقضي معه أوقاتا طويلة أسليه وأسامره وأستفيد من خبرته في الحياة وكنت أسأله دائما ماذا يرى الشخص وهو غائب عن الوعي؟ وهل له حياة مثلنا لا نشاركه فيها؟ حتى جاء يوم طلب مني أن أبقى معه بعد انتهاء نوبتجيتي فوافقت بلا تردد فهو يرتاح لي كثيرا وأنا أحبه من كل قلبي وأتمنى له الشفاء ولا بأس بمزيد من الوقت الذي قد يسهم في تحسن حالته وفعلا قضيت اليوم كاملا مع جدي –كما كنت أناديه- وعلمني شيئا غريبا لا يعرفه أحد سواه وطلب مني أن أستخدمه في الخير ولا أخبر أحدا به حتى لا يستغل استغلالا سيئا وتعلمت السر وحفظته ونظرت له بامتنان لأنه استأمنني على سره وشعرت بعظم المسئولية التي حملني إياها لكن بعد تلك الليلة اختفى جدو دون أن يودعني تاركا لي ورقة مع تحذير شديد بأن لا ألجأ إليها إلا عند الضرورة القصوى وخبأتها في مكان أمين وغضبت بشدة لأنه لم يخبرني بمغادرته وأكملت حياتي كالمعتاد وصورته لا تفارق خيالي وسره يداعبني من وقت لآخر وعندما انتقلت للعمل بالعناية المركزة تغير عالمي واستخدمت سري لأول مرة لمساعدة فتاة رق لها قلبي

Wednesday, October 17, 2007

دأب رسام أمريكي على رسم لوحاته من غير أن يضع فرشاته على القماش المخصص للرسم، وبدلا من الفرشاة درج ستيفن كتشر على استخدام عث الملابس والبراغيث والجنادب والعناكب والبق والخنافس والحشرات الطائرة والفراشات والنحل واليعاسيب - بل والصراصير المجلوبة من مدغشقر. ويقوم ستيفن بغمس الحشرة في دهان الرسم ثم يضعها علي قطعة قماش ثم يدع حركتها تحدث سلسلة من اللوحات الملونة، ويستخدم ستيفن البالغ من العمر 63عاما الحشرات فيجعل منها فرشاة حية ويتولي توجيهها من خلال الاستجابة للضوء او بأن يجعلها تتحرك كيفما اتفق. وقال ستيفن موضحا "اقوم بحمل الحشرة في يدي وأضع الألوان في أرجلها ثم اتركها علي قطعة القماش المخصص لرسم اللوحة وعندما تتحرك ينتج عن ذلك سلسلة دقيقة من أثر المشي، ويمكنني تغيير الألوان وحتي الحشرات نفسها لأحداث الأثر الفني المطلوب، واذا كانت الحشرة حساسة للضوء فيمكنني التأثير علي حركتها علي القماش من خلال التحكم في الاضاءة. وتابع : "لما كانت للحشرات بصمات ارجل مختلفة وأنماط سلوك متباينة فإنني ايضا استفيد من معرفتي العلمية وذائقتي الفنية لإنتاج لوحات فنية رائعة. يشار الي أن هذا الرسام الذي يعيش في لوس انجلس من الناشطين في الدعوة إلي المحافظة علي البيئة وهو يؤكد انه لا يلحق اي اذي بالحشرات التي يستخدمها في لوحاته الفنية، وأردف قائلا: انني استخدم الألوان المائية غير السامة التي يمكن ازالتها بسهولة، وانني اعتني عناية خاصة بتلك الحشرات فهي في نهاية المطاف تعد في مصاف الفنانين والرسامين. وقد نمت موهبة ستيفن في هذا الخصوص من تعامله مع الحشرات في الأفلام السينمائية التي تنتجها هوليوود بما في ذلك فيلم الرجل العنكبوت سبايدرمان، وبدأ اهتمامه بالحشرات منذ نعومة اظافره وهو حاليا حاصل علي درجة الماجستير في علم الحشرات ويقوم بتدريس علم الأحياء في احدي الجامعات بولاية كاليفورنيا
منقول

Thursday, October 4, 2007

الأسرة


حين يتزوج اثنان ويجمع بينهما حلم مشترك بانجاب طفل جميل يملأ حياتهما فرحا وقلبيهما أملا فقد وضعا أول حجر في حصن عظيم بدأت فكرة بناؤه مع ظهور شرارة الحب في عيونهما وقررا رفع أساسه باتمام زواجهما واتفقا على تثبيته وتقويته والحفاظ عليه ثم توريثه إلى ابنائهما في المستقبل

ذاك الحصن الذي وجده البعض ولازال آخرون يبحثون عنه بينما فرط فيه البعض الآخر

إنه حصن يحمينا ويحتضننا ويجمع بين آمالنا و آلامنا، ماضينا و أحلامنا، أقامه أجدادنا و آباؤنا، إن اختلفت تصاميمه مع مرور الزمن وتفاوت البشر فهو لازال أملنا الوحيد في البقاء والاستقرار، في التحضر والتقدم، في رفع كلمة الإسلام وتوطيد دعائم الوطن

فنحن جذور الأمة نغذيها وننميها، نمنحها القوة والثبات أمام عوامل الزمن وغضب الطبيعة. نحن البداية والنهاية، نحن العمل والنتيجة، نحن الحلم والحقيقة

أنا وأبي وأمي وإ‘خوتي......أسرة

شعب البلد الواحد.......أسرة

أبناء الدين الواحد........أسرة

أصحاب اللغة الواحدة...........أـسرة

أسرة لأنهم اجتمعوا على كلمة واحدة ويجري في عروقهم دم واحد وعند الخطر يحركهم هدف وعقل واحد

كل فرد منا لا يملك من مصادر القوة والسيطرة إلا ذاك الحصن الذي شيده أبواه بحبهما ورعايتهما ليحتوينا ويحمينا وإن حاولنا حل أي مشكلة تواجهنا سنبدأ من هناك،بين أسواره وفي حدائقه وتحت أشجاره وعلى نافورته. إنه ليس سجنا بل مكانا واسعا يمنحنا الحرية كيفما نشاء لكن نظل نشكو ونتذمر حتى نكبر ونبني حصنا مثله لأننا على يقين أنه وسيلتنا الوحيدة للحياة بأمان والاستمرار في سلام والصمود بقوة وثبات و لأن أساسه الصدق والإيمان فإن خرجنا يوما وأضعنا الطريق سيبقى فاتحا أبوابه في انتظار عودتنا وضمنا إليه مرة أخرى فهو ملجأنا الأول والأخير لسعادة حقيقية لا نهاية لها